شؤون دولية
بعد مناقشته تأسيس مناطق آمنة في سوريا مع الملك سلمان.. ترامب يثير القضية مع أردوغان
أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعم الولايات المتحدة لتركيا باعتبارها “شريكاً وثيقاً منذ فترة طويلة”، وذلك خلال مكالمته الهاتفية الأولى مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان. كما بحثا تأسيس مناطق آمنة في سوريا، وجهود مكافحة الإرهاب.
ورحب ترامب بجهود تركيا في المعركة ضد تنظيم “داعش”، وفقا للبيت الأبيض، وتحدثا عن التزام الدولتين بمكافحة الإرهاب “بجميع أشكاله.”
ووفقاً لتقرير وكالة الأنباء التركية “الأناضول”، شدد أردوغان خلال المكالمة على “أهمية مكافحة منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) ووقف دعم أمريكا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “PYD”، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، في حين تدعمها واشنطن عسكرياً لمكافحة “داعش” في سوريا.
ويُشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يسلط ترامب الضوء على تأسيس مناطق آمنة في سوريا بعدما أعلن البيت الأبيض أنه ناقشها مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مكالمة هاتفية، وأن ترامب اتفق مع الملك سلمان على دعم السعودية لجهود تأسيسها في سوريا.
ولكن القضايا المثيرة للتوتر بين الدولتين كانت غائبة مما أفصحت عنه الجهتان حول ما نُوقش في المكالمة، بما في ذلك طلب تركيا تسليم أمريكا لرجل الدين المنفي فتح الله غولن، الذي تعتبره أنقرة مسؤولاً بالدرجة الأولى عن محاولة الانقلاب العسكري الفاشل التي شهدها تركيا في يوليو الماضي.
إذ قال زميل باحث في معهد “لوي سيدني”، رودجر شاناهان: “القضايا المتنازع عليها التي كانت غائبة من قراءات المحادثة، تشمل مستقبل سوريا ومن يتزعم جهود حل الأزمة وعلاقات أمريكا مع إيران، التي هي جميعها نقاط مهمة في مستقبل العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.” وأضاف شاناهان أن الدولتين تحاولان “تسليط الضوء على القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي لا يجود الكثير منها، ولهذا السبب يذكران داعش.”
برود العلاقات بين تركيا وأمريكا
ازداد تعقد العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو 2016. وردا على انقلاب، قاد أردوغان حملة “تطهير” على الجيش والقضاء. وطالب أردوغان من أمريكا تسليم غولن، ولكن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما طلبت أدلة تثبت تورطه في محاولة الانقلاب.
وأشاد ترامب بتعامل الزعيم التركي مع الانقلاب في مقابلة في يوليو/ تموز الماضي مع صحيفة “نيويورك تايمز”، أثنى فيها على أردوغان ونسب له الفضل في قلب موازين الأمور ليلتها.
ويُذكر أن مرسوم ترامب التنفيذي المثير للجدل والذي يقضي بمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية هي إيران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال إلى الولايات المتحدة، أصبح نقطة خلاف أخرى بين البلدين.
إذ نشر نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، على صفحته على موقع “تويتر”، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، بأن اللاجئين مُرحّب بهم في تركيا، قائلاً: “نرحب بساعدة بالمواهب العالمية التي لا يمسح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة.”
المناطق الآمنة في سوريا
لكن ترامب سيحتاج إلى علاقات وثيقة مع تركيا إذا كان يريد الوفاء بأحد وعوده الانتخابية بتأسيس “مناطق آمنة” في سوريا التي مزقتها الحرب.
لم تكشف إدارة ترامب بعد عن تفاصيل ما سيترتب عليه تأسيس هذه المناطق الآمنة وكيف سيتم إنشاؤها، ولكن نظرا لتدخل تركيا العسكري في سوريا، فإن ترامب بحاجة إلى مساعدتها.
ويقول الباحث شاناهان: “تعتمد خطة ترامب لتأسيس مناطق آمنة على التعاون التركي، وترامب أكد بشكل قاطع أنه سيكون هناك مناطق آمنة.” مضيفاً: “هناك احتمال فوز سياسي لكلا الجانبين في هذا، وأردوغان يعلم أنها أمر يمكنه أن يُغري به ترامب ليحصل على علاقات أفضل بتكلفة ضئيلة نسبياً.”
المصدر: سي ان ان