سياسة دولية
أيادي الكويت البيضاء تواصل عطاءها للمحتاجين في العالم
(كونا) — واصلت أيادي دولة الكويت البيضاء عطاءها للنازحين واللاجئين والمعوزين في العديد من دول العالم انطلاقا من دورها الانساني من أجل تخفيف الأعباء التي يتحملونها ومساعدة المجتمعات المضيفة على توفير الخدمات اللازمة لهم لا سيما مع اشتداد البرد في فصل الشتاء.
وقدمت العديد من الجهات الكويتية مساعدات إنسانية مختلفة خلال الأسبوع الماضي بهدف مد يد العون للمحتاجين واللاجئين كان من بينها قيام جمعية الهلال الأحمر الكويتية بتوزيع مساعدات إغاثية على 4000 أسرة سورية لاجئة في الأردن ضمن خطتها لدعم الوضع الإنساني للاجئين السوريين بالمنطقة.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية أنور الحساوي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب اختتام الحملة الإغاثية التي استمرت نحو 10 أيام إن عدد المستفيدين من الحملة الإغاثية الطارئة للاجئين السوريين التي نفذتها الجمعية في الأردن أخيرا بلغ 4000 أسرة سورية.
وأضاف أن الفريق الميداني للجمعية بذل جل جهده من أجل توزيع محتوى قافلة المساعدات البرية التي تزن نحو 300 طن على الأسر السورية اللاجئة والقاطنة بمختلف محافظات ومناطق الأردن مبينا ان المساعدات المقدمة شملت مناطق في (المفرق) و(الرويشد) و(معان) و(الرمثا) إضافة إلى العاصمة عمان.
وأوضح أن هذه المساعدات شملت خلال الفترة الممتدة من 29 يناير إلى الثاني من فبراير 400 أسرة سورية لاجئة في محافظة (معان) و500 في مدينة (الرمثا) القريبة من الحدود السورية و400 في منطقة (الرويشد) بالقرب من الحدود السورية – العراقية إضافة إلى 700 أسرة في محافظة (المفرق) المتاخمة للحدود السورية.
من جانبه قال رئيس الفريق الميداني للجمعية خالد الزيد ل(كونا) إن الحملة الحالية من المساعدات تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين في فصل الشتاء لذا خصصت الجمعية الملابس و(البطانيات) والمواد الغذائية الأساسية لتوزيعها على أسر اللاجئين.
كما أعلن منسق ادارة الشباب والمتطوعين بجمعية الهلال الأحمر الكويتية شملان فخرو ان الفريق الميداني بالجمعية والذي يترأسه قام أمس الجمعة بتسيير 15 شاحنة مساعدات انسانية من بلدة (الريحانية) بمدينة (هاطاي) جنوبي تركيا الى الشعب السوري في الداخل.
وقال فخرو في تصريح ان المساعدات الإغاثية تضمنت عشرة آلاف سلة أطفال وعشرة آلاف سلة نظافة موضحا أن المساعدات سيتم توزيعها على النازحين السوريين في مخيمات (الكرامة) و(أطمة) و(كونة) التي تعد من المخيمات التي انشئت حديثا للنازحين من شرق مدينة حلب الى ريف ادلب.
كما نفذت دولة الكويت من خلال قنصليتها العامة في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق أمس الجمعة اوسع حملة لتأمين وسائل تدفئة للنازحين العراقيين المقيمين في مخيمات شمال العراق تضمنت 10200 مدفأة نفطية وستة آلاف بطانية.
وقال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية انه “مع تزايد موجة البرد وسقوط الثلوج في كردستان العراق واستجابة لاحتياجات النازحين العراقيين الانسانية نظمنا حملة موسعة لسد احتياجات النازحين العراقيين من مستلزمات التدفئة مقدمة من الجمعية الكويتية للاغاثة” موضحا ان عدد المستفيدين منها تجاوز 60 الف شخص.
وأوضح الكندري ان هذه الحملة التي تحمل شعار (الكويت بجانبكم) والحملات السابقة والمستقبلية نابعة من المبادرة الانسانية النبيلة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي يحرص دوما على السعي من اجل تخفيف معاناة النازحين العراقيين.
بدوره أعرب مسؤول مكتب السليمانية بمؤسسة البارزاني الخيرية سوران خلف في تصريح عن شكره لدولة الكويت على هذه اللفتة الكريمة بتوفير وسائل التدفئة في هذا الجو مؤكدا ان النازحين كانوا بأمس الحاجة الى تلك المساعدات.
وضمن حملة (الكويت بجانبكم) لاغاثة النازحين العراقيين وزعت دولة الكويت كذلك في 29 يناير الماضي في كركوك مواد غذائية على 33 ألف نازح عراقي في المدينة.
وقال الكندري ان الجمعية الكويتية للاغاثة وضعت خطة اغاثية لتقديم المساعدات للنازحين العراقيين في جميع انحاء العراق لافتا الى انها وزعت 5630 سلة غذائية على النازحين العراقيين في اربعة مخيمات بكركوك شمالي العراق وذلك بالتنسيق مع مؤسسة البارزاني الخيرية.
واضاف ان المساعدات الكويتية في مختلف انحاء العالم تأتي تنفيذا للمبادرة الانسانية لقائد العمل الانساني سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي يحرص على تخفيف معاناة العراقيين وبشتى السبل.
كما قدمت دولة الكويت في 30 يناير الماضي 30 ألف لتر من وقود التدفئة إلى النازحين العراقيين من مدينة الموصل والمقيمين في مخيم بمحافظة نينوى بإشراف من المنظمة الدولية للهجرة.
وقال ممثل مكتب المنظمة في اربيل عبدالحميد ميران في تصريح ان المنظمة وزعت مادة الكيروسين على 740 أسرة عراقية نازحة في مخيم بمنطقة (القيارة) بتمويل من دولة الكويت موضحا أن الوقود سيساعد العائلات التي نزحت من الموصل بسبب العمليات العسكرية على البقاء في حالة تدفئة في طقس الشتاء البارد.
بدورها اعلنت (الجمعية الكويتية للاغاثة) مطلع الشهر الجاري انها خصصت جناحا في احد المستشفيات الخاصة بمدينة (اربيل) للمدنيين المصابين جراء العمليات العسكرية في مدينة (الموصل).
وقال رئيس اللجنة الطبية بالجمعية الكويتية للاغاثة ورئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى الكويتية الدكتور محمد الشرهان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه تم توقيع عقد مع احد المستشفيات الخاصة بأربيل لتخصيص طابق لعلاج المرضى والمصابين من نازحي (الموصل) وكذلك الحالات الطارئة التي لا يكون لها مكان في المستشفيات الحكومية.
وأوضح ان الطابق مكون من 15 سريرا وان عملية العلاج ستتم بالتعاون مع مجموعة من الاطباء التابعين لوزارة صحة نينوى الذين تطوعوا للعمل بالمجان لخدمة هذا المشروع.
وأعلن الشرهان كذلك في 29 يناير عن وصول شحنة ثالثة من المساعدات الطبية الكويتية إلى أربيل موضحا انها تضم سيارتي اسعاف (دفع رباعي) وهي جزء من أسطول سيارات اسعاف مكون من 30 سيارة كما تم إرسال عشرات الأطنان من الأدوية وترميم المنشآت الصحية في الاقليم وإنشاء ردهة جديدة في مستشفى الطوارئ باربيل ومعالجة عشرات الجرحى والمرضى في المستشفيات الخاصة.
من جانبها ثمنت وزارة التربية العراقية الجهود التي تبذلها دولة الكويت في تقديم المساعدات التربوية المختلفة للطلبة النازحين في عموم العراق واقليم كردستان.
وأشادت ممثلة وزارة التربية بالحكومة الاتحادية العراقية سهى السياب خلال لقاء مع القنصل العام لدولة الكويت في اربيل بدور دولة الكويت الإنساني وتقديمها شتى المساعدات التربوية للنازحين العراقيين من بناء المدارس وترميمها اضافة الى توفير الطاولات المدرسية والحقائب للطلبة النازحين.
وقال الكندري ان دولة الكويت قامت ايضا بتوزيع 580 طاولة مدرسية و95 سبورة على مدارس النازحين في اربيل.
وامتدادا لمساهمات دولة الكويت في العمل الإنساني الدولي سلم سفير دولة الكويت لدى الأردن الدكتور حمد الدعيج في الثاني من فبراير الجاري دعما ماليا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقيمة مليوني دولار أمريكي.
وقال الدعيج لوكالة الأنباء الكويتية عقب تسليم الدعم لممثل الوكالة لدى الأردن إن هذا الدعم يأتي في إطار مساهمة الكويت بميزانية (أونروا) السنوية مبينا أن المساهمات الكويتية “متواصلة ومستمرة” لدعم أنشطة وبرامج الوكالة منذ أعوام.
من جهتها أعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي في الثاني من فبراير الجاري أنها وقعت مع منظمة افريقيا للاغاثة في تنزانيا اتفاقية لتمويل حفر 16 بئرا لتوفير مياه الشرب العذبة لطلبة 16 مدرسة في مدينة دار السلام في إطار دعم مبادرة (بئر ماء لكل مدرسة) التي أطلقتها سفارة دولة الكويت لدى تنزانيا.
وأكد سفير الكويت لدى تنزانيا جاسم الناجم في بيان تلقته وكالة الانباء الكويتية اهمية المشاريع التي ستنفذها جمعية الهلال الاحمر الكويتي في تنزانيا التي تعاني وغيرها من دول منطقة شرق افريقيا من الجفاف وقلة المياه الجوفية وكذلك المواد الغذائية.
إلى السودان حيث كشف نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حمد العمر عن ان تمويلات الصندوق لصالح السودان بلغت 306 ملايين دينار كويتي اي ما يفوق المليار دولار امريكي.
وقال العمر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية أمس الجمعة بمناسبة زيارته للسودان للمشاركة في افتتاح محطة مشروع مجمع سدى لتوليد الكهرباء (اعالي نهر عطبرة وستيت) ان مساهمة الصندوق في تمويل المشروع تبلغ 50 مليون دينار كويتي على مرحلتين مشيرا الى أن المشروع سيسهم في تنمية منطقة شرق السودان عن طريق زيادة الإنتاج الزراعي وتوليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب في ولايتي البحر الأحمر والقضارف.
من جهته اعرب سفير دولة الكويت لدى السودان بسام القبندي في تصريح مماثل ل(كونا) عن فخره واعتزازه بالدور الذي لعبه الصندوق الكويتي في انجاز مشاريع تنموية ضخمة بالسودان عبر تعاون بناء امتد لنحو 55 عاما.
وتقديرا لما قدمته دولة الكويت من مساعدات وأعمال خيرية للمحتاجين والمتضررين في شتى بقاع العالم عمد الامين العام (السابق) للامم المتحدة بان كي مون الى تتويج تلك الجهود بتسميتها (مركزا للعمل الإنساني) وإطلاق لقب (قائد العمل الإنساني) على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
ويحرص سمو الأمير بصفة شخصية على أعمال الخير التي امتدت الى معظم ارجاء الأرض اضافة إلى الجهود الإنسانية التي تنظمها حكومة الكويت فضلا عن مشاريع الجمعيات الخيرية الأهلية التي تستهدف أنحاء مختلفة من العالم بهدف مساعدة المحتاجين والمنكوبين وهو ما جعل الكويت تسطر اسمها بكل فخر واعتزاز بأحرف من نور في التاريخ المعاصر وتتصدر موقع الصدارة بين دول العالم بعطائها الإنساني.
وتعد الجمعيات الخيرية الكويتية علامة بارزة في ساحات العطاء الإنساني بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في جميع المناطق وجهودها التي تندرج كجزء من الواجب الإنساني الذي يعبر عنه الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعبا.
وتحاول الجمعيات والمنظمات الخيرية الكويتية إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات وأي ظروف مشابهة لإيوائهم وإعانتهم على التأقلم مع الأوضاع وإنشاء المشاريع التعليمية والتدريبية المختلفة بهدف تنمية الطاقات البشرية واستغلالها والعمل على القضاء على الأمية لفتح الطريق أمام التقدم والتنمية.
كما يتضمن العمل الخيري الكويتي إنشاء المشاريع التنموية الإنتاجية في المجتمعات الفقيرة بغرض تمكينها من استثمار مواردها البشرية والمالية وثرواتها وتوفير فرص العمل ليتمكن أفراد المجتمع من العيش الكريم معتمدين على أنفسهم.
ويبرز عمل الجمعيات واللجان الخيرية الكويتية في الفترة الأخيرة من خلال إغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا اضافة إلى إغاثة الأشقاء في اليمن والعراق وفلسطين وإقامة المشاريع في الدول الافريقية الفقيرة وبعض الدول الآسيوية.
وجبل المواطن الكويتي على العمل الإنساني والخيري منذ القدم ويعتبر تنامي الإيرادات الخيرية وأموال التبرعات لدى الجهات الخيرية خير دليل على حرصه على العمل الإنساني والخيري فقد ارتفعت حصيلة التبرعات الخيرية للجمعيات والجهات المعتمدة لعام 2015 لتبلغ 2ر18 مليون دينار كويتي مقارنة ب 8ر14 مليون في 2014 و 6ر5 مليون في عام 2013.