مقالات وكتاب
عقدة الأجنبي و”فشلونا هالهيلق..”!!!
لم يكن لدي أي اهتمام للكتابة بهذا الموضوع، بل لم ولن يشغل هذا الأمر جزء من تفكيري أو يأخذ حيز على لساني أو أن اضيع حبر قلمي عليه، ولكن أحببت أن أنقل لكم مادار بيني وبين أحد رواد الدواوين.
كان جالسا كعادته في صدر المجلس… ممسكا بهاتفه الذي يفترض أن يكون من الأجهزة الذكية الحديثة، ولكن حظه العاثر جعله بين يدي هذا الرجل…. فالدنيا حظوظ….، رأيته مشغولا يعرض مقاطع فيديو الواحد تلو الآخر متهكما ومتقعرا، فتذكرت حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ)، وهم الذين يخرجون الكلام من أعلى سقف الحلق لجذب المستمعين لحديثهم كما يفعل بعض الخطباء…لم يعنيني الأمر في البداية حتى سمعته يقول كلمة لو مزجت بماء البحر لأفسدته…. لم أبالغ بوصفه وهو متكأ يتحدث بكبر واستعلاء معلقا على مقاطع الفيديو التي يعرضها لرواد الديوانية… ويصف الأشخاص بالقبيح من الكلام حتى قال:”فشلونا هالليلق. ..!” فقلت له مستفسرا:من هم؟! فقال:”هالهيلق اللي يروحون أوربا ويفشلونا بتصرفاتهم… فقلت له: تعرفهم؟ فقال: ما يشرفني معرفتهم… هذول هيلق…” فقلت له: إذا ما تعرفهم ليش تتفشل منهم؟! فقال وعيناه قد نطت من مكانها كالضفدع كامل في مسلسل الأطفال “افتح يا سمسم”: شوف شقاعد يسوون….أنهيت الحديث معه بأنهم أن كانوا قد خالفوا القوانين فهناك سلطات بالبلد الذي هم فيه يتخذون ضدهم الإجراءات اللازمة ولست انت من يستحسن أو يتفشل من تصرفات أشخاص لا صلة لك بهم…. واثريت عقله بالمعلومات اللتي سأسردها لكل من تفشل. مازال لدى البعض عقدة الاجنبي ذو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء مسيطرة عليه، فهو يرى فيه النظام واتباع القوانين، ولا يعلم بأنه لولا صرامة القوانين لديهم وتطبيقها المتشدد بعقوبات مالية وجسدية، لعاد سكان تلك الدول إلى العصور التي ليست ببعيده من التاريخ الحديث لتلك الدول يوم ان كان القتل والنهب وقطاع الطرق جهارا نهارا … وأقرب حادثة تلك التي وقعت في 2003 عندما انقطعت الكهرباء عن مدينة نيويورك الأمركية وكيف هجم السكان المحللين على المتاجر ونهبوها لعلمهم بتعطل اجهزة الانذار ضد السرقة. كذلك في السجون الأوروبية سنويا يتم ايداع الالاف من الخارجين عن القانون بقضايا أخلاقية ابسطها واكثرها انتشارا ضرب المتهم لاحد والديه ناهيك عن القتل والسلب والتحرشات الجنسية على المحارم والاطفال. وفي الكويت، هناك عدد من الأجانب يجلبون المخدرات ويروجونها، ويمارسون أبشع التصرفات الغير أخلاقية… فهل سمع يوما أحد من الغربيين من يقول “فشلونا الجبسي. ..”.! اما فيما يخص الحيوانات فمنظمات حقوق الحيوان في الدول الأوروبية وحسب الإحصائيات المنشورة على النت فإن هناك الآلاف من الحيوانات في تلك الدول تتعرض سنويا للتعذيب والقتل الجائر على أيدي السكان المحليين. أما في الكويت، فكم حذرت السلطات الأسترالية من وقف تصدير الخراف إلى الكويت بسبب “سوء التعامل” في نقلها ورعايتها وذبحهها…. ومنظمات أخرى تنتقد طريقة تربية وذبح الخراف والدواجن وصيد الطيور. كل فرد مسؤول عن تصرفاته الشخصية، فإذا كانت تلك التصرفات تخالف قوانين ونظم البلاد التي يكون فيها، فإن مسؤولية محاسبته تكون لدى السلطات المختصة في البلد نفسه. أما “فشلونا…. والمفروض ما يعطونهم فيزا…. وهذولا الهيلق…” فهذا رأيك الشخصي الذي عبرت عنه ولن يشكل أي اهتمام لدى الدول الغربية… فهمتني…. لم يعجبه كلامي ولا أظنه سيعجب البعض…وقبل أن يغادر سألته: متى كانت آخر مرة وقفت فيها بطابور؟ وهل أقلع ولدك عن التدخين و……. في المجمعات؟…. لم يجاوبني. … د. فوزي سلمان الخواري |
|
|