شؤون دولية
«العدالة والتنمية» يستعد لتشكيل الحكومة وأردوغان عينه على التعديلات الدستورية
-
الرئيس التركي أكد أن التصويت لصالح الاستقرار ورسالة للمسلحين الأكراد
ووصف اردوغان نتائج الانتخابات البرلمانية بأنها تصويت من أجل الاستقرار ورسالة إلى المسلحين الأكراد بأن العنف لا يمكن أن يتعايش مع الديموقراطية، واضاف ان الناخبين «أظهروا أنهم يفضلون العمل والتنمية على الجدال والشجار».
واستعاد الحزب الأغلبية التي كان قد خسرها في الانتخابات السابقة في يونيو الماضي، مما يمكنه من تشكيل الحكومة منفردا من دون الحاجة إلى الدخول في ائتلافات مع الأحزاب الأخرى، وبعد فرز كل الأصوات تقريبا، حصل حزب العدالة على 49.4% من الأصوات في حين حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 25.4% من الأصوات.
واحتفل اردوغان رمزيا صباح امس بنجاحه عبر الصلاة في مسجد ايوب في اسطنبول، كما كان يفعل السلاطين الجدد في السلطنة العثمانية، وقال في بيان عقب تأكد فوز حزبه بالانتخابات ان الأتراك «قدموا دليلا على رغبتهم القوية في وحدة ونزاهة» تركيا، ودعا العالم إلى احترام الإرادة الوطنية لتركيا.
واجمع مراقبون على تفسير فوز الحزب على انه تعبير للناخبين الاتراك عن رغبتهم في الاستقرار في بلد يواجه منذ نهاية الصيف تجددا لاعمال العنف مع استئناف النزاع الكردي والتهديد الجهادي بعد الهجوم الانتحاري الذي اوقع 102 قتيل في انقرة قبل 3 اسابيع.
وفي بروكسل، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ومفوض شؤون التوسيع يوهانس هان في بيان مقتضب ان «انتخابات الاحد في تركيا التي شهدت نسبة مشاركة مرتفعة اكدت مجددا التزام الشعب التركي القوي بالعمليات الديموقراطية».
ورغم أنه ينظر إلى نتيجة الانتخابات على أنها انتصار شخصي للرئيس التركي، فإن عدد مقاعد حزبه في البرلمان لا تكفي لتمكينه من تمرير مشروعه الرامي إلى تغيير الدستور ليتضمن توسيع صلاحيات الرئيس عبر البرلمان.
ومع الانتهاء من فرز كل الأصوات تقريبا، تأكد فوز حزب العدالة والتنمية بـ 316 مقعدا، ما يزيد كثيرا من الـ 276 مقعدا اللازمة لتشكيل الحكومة منفردا، غير أن عدد المقاعد التي فاز بها تقل بـ 14 مقعدا عن العدد اللازم للدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس، ويحتاج الحزب الى 60 مقعدا إضافيا كي تتمكن حكومته من إدخال التعديلات على الدستور في البرلمان دون إجراء استفتاء.
ويرى معارضو حزب العدالة والتنمية التصويت فرصة لكبح جماح ما يعتبرونه اتجاهات سلطوية متزايدة لدى اردوغان.
ووصف رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو النتائج بأنها «انتصار لديموقراطيتنا وشعبنا».
وتمكن حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد من تجاوز عتبة 10% المطلوبة للحصول على مقاعد في البرلمان وسيكون حزب الحركة القومية ممثلا في البرلمان أيضا.
كليشدار يحترم «إرادة الشعب» ودميرطاش ينتقد عدم «العدالة والمساواة»
أنقرة ـ وكالات: أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليشدار أوغلو، احترام حزبه لإرادة الشعب التركي ونتائج الانتخابات، مضيفا أن حزبه «يرغب في تحقيق ديموقراطية قوية وترسيخها في تركيا وسن قوانين فعالة».
ونقلت محطة «سي.إن.إن.تورك» عن بيان لحزب الحركة القومية التمسك بمبادئه وأولوياته تجاه الوطن والشعب التركي، مضيفا «رغم العدد القليل لنوابنا في البرلمان، إلا أننا نجحنا من جديد في الحصول على حق التمثيل في المجلس النيابي».
وكان الحزب احد اكبر الخاسرين، مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 يونيو الماضي، حيث فقد 39 من مقاعده في البرلمان، ليصبح عدد نوابه في البرلمان الجديد 41 نائبا، بعد أن كان عددهم 80 في الانتخابات الماضية.
أما الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديموقراطية الكردي، صلاح الدين دميرطاش، فقد انتقد حملات الدعاية الانتخابية، مؤكدا على عدم وجود العدالة والمساواة، خاصة بعد «القتل الجماعي الذي راح ضحيته 102 من أبنائنا»، مشيرا إلى أن الحزب الحاكم استخدم كافة إمكانيات الدولة لإنجاح حملته، فضلا عن شنهم حملة شرسة ضد حزبنا لإبقائه تحت الحد النسبي 10%.
وقد تراجعت نسبة أصوات الحزب وغالبية أعضائه من الأكراد إلى 10.66%، بعد أن كانت 13.1% في انتخابات 7 يونيو الماضي، وبذلك يكون قد فقد مليون صوتا من إجمالي أصواته، التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، والبالغ عددها 6 ملايين و57 ألفا و500 صوت.